هل يُعتبر وضع الستائر “الخامية” في السيارة مخالفًا للقانون؟

يوسف بنشهيبة

باحث في العلوم الجنائية والأمنية

 

من بين الأسئلة التي يجب علينا طرحها في البداية وهي :

أين يجب على السائق وضع هذه الستائر ؟

ما هو مجال الرؤية بالنسبة للسائق ؟

أولا : يجب علينا الانطلاق من المادة 92 من مدونة السير على الطرق رقم 52.05 والتي نصت على ما يلي : يجب على كل سائق أن يكون باستمرار على استعداد

وفي وضع يمكنانه من القيام بسهولة وعلى الفور بكل المناورات الواجبة عليه، ويجب أن لا تنقص إمكانيات انتباهه وحركته ومجال رؤيته على الخصوص بسبب استعمال أجهزة أو بسبب عدد المسافرين أو وضعهم أو بسبب الأشياء المنقولة أو بسبب وضع أشياء غير شفافة على الزجاج سواء من الداخل أو من الخارج.

في قراءة سريعة للمادة أعلاه: كانت غاية المشرع من منع كل ما يعيق مجال رؤية السائق، سواء كانت ستائر أو بضائع محمولة في المقاعد الخلفية، أو عدد المسافرين ووضعية جلوسهم، وهو تمكين السائق من مستوى رؤية واضح جيد، تمكنه من أن يكون على استعداد على طول الطريق من للقيام بكل المناورات الواجبة عليه أثناء القيادة.

ثانيا : وضع أشياء غير شفافة على الزجاج سواء من الداخل أو الخارج، وهذه الفقرة من هذه المادة اعتبرها البعض غامضة شيئا ما، وفي قولهم أن المشرع في هذه الفقرة لم يذكر أي زجاج هل هو الزجاج الأمامي أو الخلفي؟ هل هو زجاج باب السائق أو الباب الخلفي المتعلق بالركاب؟، وفي رأي الشخصي المتواضع، الفقرة واضحة بجلاء ولنا في هذا القول التفصيل الآتي :

المشرع وعبارة “ويجب أن لا تنقص إمكانيات انتباهه وحركته ومجال رؤيته” من المادة أعلاه، هو تحديد وحصر مجال رؤية السائق، فقد حدد المشرع هنا وحصر المواضع التي لا يجب أن توضع فيها أشياء غير شفافة، ولو لم يذكر المشرع صراحة الأماكن المحددة، بشكل مفصل، ولكن في قوله مجال رؤيته يمكن لنا طرح السؤال التالي، ما هو مجال رؤية السائق ؟

الجواب : مجال رؤية السائق هو كل من الواقية الأمامية ( الزجاج الأمامي للمركبة)، الواقية الخلفية ( الزجاج الخلفي للمركبة)، المرآة الأمامية، المرأتين الإرتداديتين، اليمنى واليسرى، وبذلك فإن النوافذ التي تدخل ضمن مجال رؤية هي جميع النوافذ باستثناء النافذتين الجانبيتين للراكب الخلفي.

والملاحظ، هو أن حافلات النقل الطرقي (الكيران)، والمركبات الخاصة بالنقل الجماعي، والمركبات الخاصة بالنقل السياحي، تتواجد بها الستائر ( الخاميات) وتستعمل من قبل الراكبين، ولا يشكل هذا الأمر أي عائق فيما يخص مجال رؤية السائق.

ولعل وضع الستائر في هذا النوع من المواصلات أو في الملكيات ذات الاستعمال الشخصي، الغرض منه حماية الركاب أو الأطفال من أشعة الشمس.

بالعودة إلى السيارة أو المركبة بمفهوم مدونة السير على الطرق، فلا يشكل وضع الستائر على النوافذ الخلفية للراكب سواء الداخلية أو الخارجية أي عائق فيما يخص مجال رؤية السائق، وأما من يبرر المخالفة بالمادة 4 من المرسوم رقم 2.10.420 فهو بناء على غير أساس قانوني.

خلاصة : الستائر لا تعيق مجال الرؤية بالنسبة للسائق على مستوى الزجاج الأمامي والخلفي، وكما سبق الذكر وحددنا مجال رؤية السائق، الذي يجب أن يكون شفافا و يسهل الرؤية له، ويمكنه من معرفة ما يدور في المحيط الخارجي للمركبة، وهي على الطريق.

أما مسألة من يضع الستائر أو أشياء سواء كانت شفافة أو غير شفافة أو بضائع في الزجاج الخلفي، فهذه مخالفة معاقب عليها لكونها تعيق مجال الرؤية من خلال المرآة العاكسة الأمامية.

وهناك من يرى أن هذه الستائر قد تعيق عمل رجال الدرك أو الشرطة من خلال مراقبة الحالة الداخلية للمركبة، ولكن هذه الحالة مستقلة، ويتم التعامل معها بشكل خاص.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا